رمضانيات: أحكام - فضائل - آداب
التصنيفات
- فقه >> العبادات >> حكم الصيام وفضله >> أحكام الصيام
المصادر
الوصف المفصل
- رمضانيات
: أحكام - فضائل – آداب
- تعريف الصيام
- أقسام الصيام
- في صوم شهر رمضان
- متى فرض صيام رمضان؟
- ثبوت دخول الشهر
- فوائد متنوعة
- وقت الصوم
- وجوب تبييت النية
- بم نستقبل رمضان؟
- هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان
- ما ينبغي للصائم، وما يجب عليه
- مما يعين الصائم على الطاعات
- من فضائل رمضان
- من حكم وفوائد الصيام
- شروط الصيام
- آداب ومسنونات الصيام
- مفسدات الصيام
- أشياء لا تفسد الصيام
- من مكروهات الصيام
- كيف يصوم هؤلاء؟
- فوائد متنوعة
- من أخطائنا في رمضان
رمضانيات : أحكام - فضائل – آداب
عادل بن علي الشدي - أحمد بن عثمان المزيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فهذه حقيبة (الأسرة الرمضانية) قد اجتهدنا في اختيار موضوعاتها وترتيبها وإخراجها بصورة متميزة، بحيث تكون مختصرة، ومشوقة وشاملة لكثير من الجوانب العلمية والعملية التي تحتاجها الأسرة في هذا الشهر الفضيل، فنسأل الله أن ينفع بهذا العمل كل من شارك فيه، والحمد لله رب العالمين.
تعريف الصيام
الصيام لغة: الإمساك. لقوله تعالى: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: 26] أي: إمساكا وصمتاً.
وشرعا: التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات يوما كاملاً من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بشرط النية.
أقسام الصيام
1-الصيام المفروض: وهو صوم رمضان أداء وقضاء، وصوم الكفارات، والصوم المنذور.
2-الصيام المسنون: كصوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وصوم عاشوراء، وست من شوال، ويوم عرفة لغير الحاج.
3-الصوم المكروه: مثل: إفراد يوم الجمعة بالصيام، وإفراد يوم السبت، وصوم الدهر.
4-الصوم المحرم: مثل: صيام يومي العيدين: يوم الفطر ويوم الأضحى، وصيام أيام التشريق الثلاثة، وصيام المرأة نفلا بغير إذن زوجها.
في صوم شهر رمضان
صوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، وفرض من فروض الله، معلوم من الدين بالضرورة، يدل عليه الكتاب والسنة والإجماع.
فأما الكتاب: فلقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة:183] إلى قوله: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185] ومعنى ﴿كُتِبَ﴾: فرض.
-وقوله: ﴿فَلْيَصُمْهُ﴾الأمر للوجوب.
-وأما السنة: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس...»وذكر منها: «صوم رمضان» [متفق عليه] والأحاديث في ذلك كثيرة.
-وأجمع المسلمون على وجوب صوم رمضان، فمن أنكر وجوب صومه كفر.
متى فرض صيام رمضان؟
فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع رمضانات.
ثبوت دخول الشهر
يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين:
الأول: برؤية هلاله.
الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً.
ويدل على هذين الأمرين حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له» [متفق عليه].
يقال: غم الهلال: إذا غطاه شيء من غيم أو غيره، فلم يظهر، والمعنى: قدروا عدة الشهر حتى تكملوا ثلاثين يوماً.
فوائد متنوعة
فائدة 1:
يحرم – على القول الراجح – صوم يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر لقول عمار رضي الله عنه: (من صام يوم الشك، فقد عصى أبا القاسم) [رواه أهل السنن موصولاً والبخاري معلقا].
فائدة 2:
يحرم صيام آخر يوم أو يومين من شعبان، إلا أن يوافق يوما كان من عادته صيامه، كالاثنين والخميس مثلاً، فيجور صيامه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم»[متفق عليه].
فائدة 3:
يكتفي في إثبات الشهر برؤية عدل واحد، أما خروج الشهر، فلا يثبت إلا برؤية اثنين من العدول.
وقت الصوم
يبتدئ الصوم من طلوع الفجر الثاني، وينتهي بغروب الشمس، فإذا طلع الفجر الصحيح وجب على المسلم الإمساك حالا سواء سمع المؤذن أم لا.
وإذا كان يعلم أن المؤذن يؤذن عند طلوع الفجر، وجب عليه الإمساك حال سماع الأذان.
وجوب تبييت النية
النية شرط في صحة صيام الفريضة، فيجب أن يعزم الإنسان على الصوم بقلبه في أي جزء من أجزاء الليل، ولو قبل الفجر بلحظة. وذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يبيِّت الصيام من الليل، فلا صيام له» [رواه النسائي].
بم نستقبل رمضان؟
1-بالمبادرة إلى التوبة الصادقة، وكثرة الاستغفار والذكر وتلاوة القرآن.
2-بتعلم ما لا بد منه من فقه الصيام.
3-بعقد العزم الصادق على عمارة أوقات رمضان بالأعمال الصالحة.
4-باستحضار سرعة انقضاء رمضان وحسرة المفرط وسعادة المجد.
5-بالتخلص من المنكرات الموجودة في البيت.
6-بشكر الله عز وجل على نعمته في إدراك هذا الشهر العظيم.
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان
قال الإمام ابن القيم: (وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - في رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، ويكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان بما لا يخص غيره به من الشهور) [زاد المعاد].
ما ينبغي للصائم، وما يجب عليه
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ماذا ينبغي للصائم، وماذا يجب عليه؟
فأجاب: ينبغي للصائم أن يكثر من الطاعات، ويجتنب جميع المحرمات، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، ويترك الكذب والغيبة والغش، والمعاملات الربوية، وكل قول أو فعل محرم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري] (فتاوى الصيام).
مما يعين الصائم على الطاعات
1-تقوى الله تعالى ومخافته.
2-الإكثار من الذكر والدعاء وتلاوة القرآن.
3-تجنب أصدقاء السوء.
4-ملازمة المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة.
5-تجنب مشاهدة ما يثير الشهوات، ويقسي القلوب.
6-عدم السهو.
7-حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب والسخرية.
8-معرفة قيمة الزمن.
9-استشعار عظمة الشهر وفضائله.
10-مطالعة سير السلف وأهل الاجتهاد والتشمير.
11-محاسبة النفس.
12-تجديد التوبة.
من فضائل رمضان
لشهر رمضان فضائل وخصائص كثيرة منها:
1-إنه الشهر الذي نزل فيه القرآن، وهذا من أعظم فضائل رمضان.
2-فيه تفتح أبواب الجنة.
3-وتغلق أبواب النار.
4-وتصفد الشياطين أي: تقيد وتسلسل، ويدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [متفق عليه].
5-فيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾[سورة القدر].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [رواه النسائي].
7-حصول المغفرة لمن صامه إيماناً واحتساباً.
8-حصول المغفرة لمن قامه إيمانا واحتساباً.
9-حصول المغفرة لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا.
ويدل لما سبق حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»[متفق عليه].
10-العمرة فيه تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «عمرة في رمضان تعدل حجة – أو قال – حجة معي» [أخرجه مسلم].
11-كثرة العتقاء من النار في رمضان: لحديث أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لله عند كل فطر عتقاء» [رواه أحمد، وقال الألباني: حسن صحيح].
وحديث: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين، ومردة الجن،...وينادي مناد: يا باغي الخير، أقبل، ويا باغي الشر، أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة »[رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
12-لكل مسلم في كل يوم من رمضان دعوة مستجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم - «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة» [رواه البزار، وقال الألباني: صحيح لغيره].
13-إنه غنيمة للمؤمن: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، وهو غنم للمؤمن، ونقمة للفاجر» [رواه أحمد، وصححه أحمد شاكر].
في فضائل الصيام مطلقاً.
وهذه الفضائل ثابتة لشهر رمضان بطريق الأولى، لأن صيام شهر رمضان أفضل الصيام.
1-أجر الصيام بغير حساب.
2-الصيام وقاية من مساوئ الأخلاق.
3-يفرح الصائم بصيامه عند فطره، وعند لقاء ربه.
4-خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، ويدل لما سبق حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه »[متفق عليه].
ويدل على أن أجر الصيام بغير حساب رواية لمسلم بلفظ: «كل عمل ابن آدم يضاعف؛ الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي ».
5-للصائمين باب في الجنة لا يدخل منه غيره: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد»[متفق عليه].
6-الصيام يشفع لصاحبه مع القرآن يوم القيامة: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: أي رب، منعته النوم بالليل، فشفعني فيه. قال: فيشفعان»[رواه أحمد، وصححه الألباني].
7-والصيام وقاية من النار: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الصيام جنة، وحصن حصين من النار»[رواه أحمد بسند حسن، كما قال المنذري].
8-والصيام باب عظيم من أبوب الخير: لقوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ رضي الله عنه: «ألا أدلك على أبواب الخير» قال: بلى يا رسول الله. قال: «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار» [رواه الترمذي].
9-والصوم لا مثل له في العبادات: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي أمامة: «عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له» [رواه ابن حبان، وصححه الألباني].
10-وكلما أكثر المرء من الصيام كلما باعد الله بينه وبين النار.. لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً»[متفق عليه].
من حكم وفوائد الصيام
1-ترك المحبوبات طاعة لله عز وجل، لينال بذلك رضا ربه، والفوز بدار كرامته.
2-ممارسة ضبط النفس والسيطرة عليها، وتعويد الإنسان الصبر والتحمل والجلد.
3-سبب للتقوى كما في آية البقرة السابقة.
4-سبب لحسن الخلق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يفسق، ولا يرفث، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم»[متفق عليه].
5-معرفة الإنسان قدر نعمة الله عليه في ماله وطعامه وشرابه وزوجته.
6-تفريغ الإنسان للطاعات والعبادات والذكر.
7-ترقيق القلوب وتهيئتها لأسباب سعادتها وفلاحها.
8-تخفيف حدة الشهوة.
9-تطهير الأمعاء وإصلاح المعدة وتنقية البدن من الفضلات والسموم.
10-تعويد المسلم النظام ودقة المواعيد.
11-مظهر عظيم من مظاهر وحدة المسلمين والتزام الأمة بثوابت دينها.
12-مشاركة الأغنياء الفقراء جوعهم وعطشهم وفي هذا حث لهم على بذل المعروف والإنفاق.
شروط الصيام
شروط وجوب – شروط صحة
أولا: شروط وجوب الصيام:
1-يجب الصيام على كل مسلم عاقل بالغ قادر على الصوم، مقيم غير مسافر، خال من الموانع.
2-الكافر لا يصوم، ولا يقبل منه الصيام.
3-الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم.
4-المجنون لا يجب عليه الصوم، ولا الإطعام عنه.
5-العاجز عن الصوم لسبب دائم يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
6-المريض مرضا طارئاً ينتظر برؤه، يفطر إن شق عليه الصوم، ويقضي بعد برئه.
7-الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الإرضاع، أو خافتا على ولديهما تفطران، وتقضيان الصوم.
8-المضطر للفطر لإنقاذ معصوم من غرق أو حريق يفطر لينقذه ويقضي.
9-المسافر إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وقضى ما أفطره.
10-الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، ولا يجوز صيامهما.
ثانيا: شروط صحة الصوم:
1-الإسلام.
2-العقل.
3-التمييز.
4-انقطاع دم الحيض والنفاس.
5-النية.
آداب ومسنونات الصيام
1-المبادرة بالفطر عند تحقق الغروب: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [متفق عليه].
2-الفطر على رطب أو تمر أو ماء، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - (يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات، حسا حسوات من ماء) [الترمذي، وصححه الألباني].
3-الدعاء عند الإفطار: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد» [ابن ماجة].
-وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله» [أبو داود، وحسنه الدار قطني].
4-تأخير السحور والحرص عليه: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» وروى أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: (تسحرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة. قال أنس: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال زيد: قدر خمسين آية) [متفق عليه].
5-كف اللسان والجوارح عن المحارم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم» [متفق عليه].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].
6-تفطير الصائمين: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من فطر صائما، فله مثل أجرهن غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» [الترمذي، وصححه].
7-الجود وكثرة الصدقة، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة [متفق عليه].
وزاد أحمد: كان لا يسأل عن شيء إلا أعطاه.
8-كثرة تلاوة القرآن ومدارسته: لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في رمضان.
9-قيام الليل: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
10-والسنة أن يصلي الصلاة كاملة مع الإمام لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام مع إمامه حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة» [أبو داود والترمذي].
11-ولا بأس بحضور النساء صلاة التراويح في المساجد، بشرط التزام الأدب والحياء والحشمة، غير متبرجات، ولا متعطرات.
12-تحري ليلة القدر وإحياؤها بالعبادة: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان»[متفق عليه].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
وقيامها إنما هو إحياؤها بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة.
فائدة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» [أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح].
قال ابن رجب: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً، ولا حالاً، ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنبين المقصرين.
13-الاعتكاف: فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان [متفق عليه].
14-ازدياد الاجتهاد في العشر الأواخر: لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) [لفظ البخاري] وفي رواية لمسلم عنها قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره).
مفسدات الصيام
أولاً: الجماع في نهار رمضان:
-يبطل الصيام، ويستمر صائما بقية يومه.
-عليه قضاء اليوم الذي جامع فيه.
-عليه كفارة مغلظة؛ وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكيناً، لكل مسكين نصف صاع من بر أو غيره من طعام أهل البلد.
-عليه الندم والتوبة والاستغفار.
ثانياً: الأكل والشرب متعمداً:
-يفسد الصوم ويستمر بقية يومه صائماً.
-عليه قضاء ذلك اليوم الذي أفطر فيه.
-عليه الندم والتوبة والاستغفار.
ثالثاً: إنزال المني يقظة:
باستمناء أو مباشرة أو تقبيل أو ضم، وعليه ما على من أكل أو شرب متعمداً.
رابعاً: حقن الإبر المغذية التي يستغني بها عن الأكل والشرب.
خامسا:حقن الدم.
سادسا: خروج دم الحيض أو النفاس.
سابعا: إخراج الدم من الصائم بحجامة أو فصد، أو سحب للتبرع أو لإسعاف مريض ونحو ذلك، لقوله - صلى الله عليه وسلم - «أفطر الحاجم والمحجوم» [رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني].
فائدة:
أما خروج الدم بنفسه كالرعاف، أو خروجه بقلع سن ونحوه، فلا يفطر، لأنه ليس حجامة، ولا بمعنى الحجامة.
ثامنا: التقيؤ عمداً، لقوله - صلى الله عليه وسلم - «من ذرعه القيء، وهو صائم، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض» [رواه أهل السنن، وصححه الألباني].
أشياء لا تفسد الصيام
1-اللعاب لأنه من الريق، أما البلغم الغليظ، فيجب إخراجه.
2-السواك سنة في الصيام وغيره.
3-خروج المذي لأي سبب لا يفسد الصوم.
4-استعمال الطيب.
5-استعمال معجون الأسنان مع التحرز من وصول شيء إلى المعدة.
6-استعمال قطرة العين والأذن.
7-استعمال بخاخ الفم المخصص لعلاج الربو.
8-استعمال الكحل، وإن أخره إلى الليل فهو أفضل.
9-استعمال الحناء لا يضر الصيام.
10-أخذ الدم اليسير للتحليل لا يضر الصيام.
11-أخذ الحقنة الشرجية للحاجة.
12-تذوق الطعام للحاجة، بأن تجعله على طرف لسانها؛ لتعرف حلاوته وملوحته مع الاحتراز من بلع شيء منه.
14-تأخير غسل الجنابة أو غسل الحيض والنفاس إلى طلوع الفجر.
15-التبرد بالماء في نهار رمضان لكسر شدة الحر.
16-البنج لا يفطر الصائم ما لم يعط المريض محاليل غذائية.
17-ما يدخل المهبل من تحاميل (لبوس) أو مرهم أو غسول أو منظار مهبلي أو أصبع للفحص الطبي لا يفطر الصائمة.
18-حفر السن وقلع الضرس والغرغرة كل ذلك لا يؤثر على الصيام.
من مكروهات الصيام
1-المبالغة في المضمضة والاشتنشاق عند الوضوء.
2-جمع الريق وابتلاعه أما بلع الريق بغير جمع، فلا يكره، وأما بلع النخامة، فلا يجوز في الصيام.
3-ذوق الطعام لغير حاجة.
4-الصوم في السفر مع وجود المشقة.
5-صيام المريض مع المشقة.
6-صيام المريض مع المشقة.
7-ترك الصائم بقية طعام بين أسنانه.
8-إعلان أصحاب الأعذار الفطر، مع إمكانية الإسرار به.
كيف يصوم هؤلاء؟
الصغير:
-لا يجب الصيام على الصغير حتى يبلغ.
-يحصل بلوغ الذكر بواحد من ثلاثة:
1-إنزال المني باحتلام أو غيره.
2-نبات شعر العانة.
3-بلوغ تمام خمس عشرة سنة.
4-الحيض للإناث.
-الصغير المميز يأمره وليه بالصوم تمريناً له على الطاعة.
المجنون:
-لا يجب عليه الصوم، ولا يصح منه.
إذا أفاق المجنون أثناء رمضان لزمه الإمساك بقية يومه، ولا يلزمه القضاء.
الهرم:
-إذا بلغ الهرم الهذيان، وسقط تمييزه، فلا يجب عليه الصيام، ولا الإطعام، لسقوط التكليف عند بزوال تمييزه.
-إذا كان يميز أحياناً، ويهذي أحياناً، وجب عليه الصوم في حال تمييزه دون حال هذيانه، وكذلك الصلاة.
العاجز:
-إذا كان عجزاً مستمراً لا يرجى زواله كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، فلا يجب عليه الصيام؛ لأنه لا يستطيع.
-يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكيناً.
المسافر:
-إذا قصد بسفره التحيُّل على الفطر، وجب عليه الصيام.
-إذا لم يقصد التحيُّل فهو مخير بين الصيام والفطر.
-الأفضل للمسافر فعل الأسهل عليه من الصيام والفطر، فإذا تساويا، فالصوم أفضل.
المريض الذي يرجى برؤه له ثلاث حالات:
أحدها: ألا يشق عليه الصوم، ولا يضره، فيجب عليه الصوم.
الثانية: أن يشق عليه الصوم، ولا يضره، فيفطر، ويكره له الصيام.
الثالثة: أن يضره الصوم، فيجب عليه الفطر، ولا يجوز له الصوم، ولا يجوز له الفطر.
-إذا حدث له المرض في أثناء رمضان، وهو صائم، وشق عليه إتمامه، جاز له الفطر، لوجود المبيح له.
-إذا برئ في نهار رمضان، وهو مفطر، لم يصح أن يصوم ذلك اليوم، لأنه كان مفطرا في أول النهار.
-على المريض أن يقضي ما عليه بعد شفائه.
الحائض والنفساء:
-يحرم على الحائض والنفساء الصيام، ولا يصح منهما.
-إذا طهرت الحائض والنفساء في أثناء نهار رمضان، لم يصح صومهما بقية اليوم.
-إذا طهرت الحائض والنفساء في الليل في رمضان، ولو قبل الفجر بلحظة، وجب عليهما الصوم، لأنهما من أهل الصيام.
-يجب على الحائض والنفساء القضاء بعدد الأيام التي فاتتهما.
المرضع والحامل:
-إذا كانت المرأة مرضعا أو حاملاً، فإن خافت على نفسها أو على الولد من الصوم، فإنها تفطر.
-على الحامل والمرضع القضاء بعدد الأيام التي أفطرتا، حين يتيسر لهما ذلك.
فوائد متنوعة
كل من جاز له الفطر بسبب مما تقدم، فإنه لا ينكر عليه إعلان فطره، إذا كان سببه ظاهراً، كالمريض والكبير الذي لا يستطيع الصوم.
- أما إذا كان سبب فطره خفيا كالحائض، فإنه يفطر سراً، ولا يعلن فطره، لئلا يتهم في دينه.
- كل من لزمه القضاء من الأقسام السابقة، فإنه يقضي بعدد الأيام التي أفطرها.
- الأولى المبادرة بالقضاء من حين زوال العذر، لأنه أسبق إلى الخير، وأسرع في إبراء الذمة.
- لا يجوز تأخير القضاء إلى رمضان الثاني بدون عذر.
- إذا استمر العذر المبيح للفطر حتى مات، فلا شيء عليه.
- إذا تمكن من القضاء، وفرط فيه حتى مات، صام عنه وليه.
- ويجوز أن يصوم عنه جماعة بعدد الأيام التي عليه في يوم واحد.
ووليه هو وارثه أو قريبه.
من أخطائنا في رمضان
1- الإسراف في أنواع المطاعم والمشارب.
2- النوم الكثير نهاراً والسهر ليلاً.
3- تضييع الأوقات الشريفة في الأمور التافهة كمتابعة الفوازير والمسلسلات.
4- تأخير الإفطار وتعجيل السحور والسنة عكس ذلك.
5- سوء خلق بعض الصائمين وسرعة غضبهم.
6- جهل كثير من الناس بفضائل رمضان وأحكام صيامه.
7- عدم تبييت النية للصيام في الليل، ولو قبل الفجر بلحظة.
8- ترك صلاة التراويح أو التهاون بها.
9- اجتهاد بعض الناس في أول رمضان ثم تكاسلهم شيئاً فشيئاً.
10- ذهاب كثير من النساء إلى صلاة التراويح في كامل زينتهن وهن متعطرات.
11- كثرة خروج النساء إلى الأسواق في رمضان دون حاجة.
12- اختلاط النساء بالرجال عند خروجهن من المسجد بعد صلاة التراويح.
13- بعض النساء تطهر قبل الفجر، ولا تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فتترك الصيام بحجة أن الصبح أدركها، وهي لم تغتسل، وهذا خطأ، والواجب عليها أن تصوم، ولو لم تغتسل، وهذا خطأ، والواجب عليها أن تصوم، ولو لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر.