×
خطبةٌ ألقاها فضيلة الشيخ عبد المحسن القاسم حفظه الله في المسجد النبوي يوم الجمعة 10/ 4/ 1431 هـ، وتحدَّث فيها عن فضل الله على عباده بخلقه الأرض، وذلّلها لهم، وخلق الجبال والأنهار، وجعل لهم في الأرض الرزقَ ويسَّره لهم، فاللبيبُ من يستغني بحلالها عن حرامها، وبالقناعة عن إثمها، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.

    الخطبة الأولى

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

    أما بعد:

    فاتقوا الله - عباد الله - حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى.

    أيها المسلمون:

    تفرَّد الله وحده بالخلق والتدبير، وأودع في مخلوقاته من عجائب صنعه وعظيم فعله؛ فشهِدَت له مخلوقاته بالربوبية، وأقر من نوَّر الله له قلبه بالوحدانية، وآية من آيات الله يراها الصغير والكبير، ويشعر بها الأعمى والبصير والأصم والسميع، يتقلَّب الخلق عليها، ثم يودعون فيها خلقها فأبدعها فحمد نفسه لما فرغ من خلقها، فقال: {الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [الأنعام: 1 ]، وأقسم بها فقال: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} [الشمس: 6 ]، وأقسم بأجزاء منها فقال - سبحانه -: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3 ].

    خلقها على غير مثال لها، وبنوره استنارت {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35 ]، وأعجز الخلق أن يخلقوا مثلها: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} [فاطر: 40 ]، وهي أكبر من خلق الناس؛ ولعِظَم خلقها أقرَّ الكفار بأن خالقها هو الله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ} [لقمان: 25 ]، وأمر بالتفكُّر فيها: {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 185 ]، وذمَّ من لم يعتبر بها وبما فيها: {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105 ]، وأخبر أنها مليئة بالعبر والآيات: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20 ].

    هي أصل الإنسان ومنها خُلق: {وَاللهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17 ]، خلقها قبل السماء كالأساس للبناء في يومين، ثم خلق السماء في يومين، ثم دحا الأرض في يومين آخرَين؛ فأخرج بدحْيِها ما كان مُودَعًا فيها، فظهرت العيون، وجرَت الأنهار، ونبت الزرع، ورست الجبال، فأتمَّ الخلق في ستة أيام آخرهن يوم الجمعة؛ فاتخذه المسلمون عيدهم في الأسبوع.

    ثم بعد خلقها استوى الرحمن على عرشه وقال للسماء وللأرض بما فيها من جبال ثقال، وبحار زاخرات: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِيْنَ} [فصلت: 11 ]، خلقها سبع أرضين كل واحدة فوق الأخرى، ومدَّها ووسَّعها فلم تضق يومًا على ساكنيها، وسلك فيها سبلًا لا يتيهون فيها، وذللها لخلقه فالإنسان والطير والحيوان يثيرها، قال - جل شأنه -: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ} [البقرة: 71 ].

    ظهرها سَكَنٌ للأحياء وبطنها نُزُل للأموات، في جوفها ماء وحولها ماء ولا تميد، وبفضله كف البحر أن يطغى على يابسها، وأمسك السماء أن تقع عليها، أرساها بجبال شامخات لئلا تضطرب وأحسن نصبها، ورفعها فأحسن هيئتها، وجعلها صلبة لا تضمحل مع تطاول الزمان، خشعت جبالها لخالقها، وتسجد له، وتهبط من خشيته، وأبت وأشفقت من حمل الأمانة.

    وفيها بحار تمخر الفلك فيها وتحمل الثقال، وما في بحارها مأكول حلال - ولو كان ميتة -: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: 96 ].

    وأنهارها حلوة عذبة تنبع في موطن ويسوقها ربها إلى موطن آخر رزقًا للعباد، قطعها متجاوراتٌ تُسقَى بماءٍ واحدٍ فتنبت الأزواج المختلفة المتباينة في اللون، والشكل، والطعم، والرائحة، منها غذاء، والآخر دواء، وفيها داء، ونباتها بقدر موزون، قال - جل شأنه -: {وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} [الحجر: 19 ].

    قال ابن القيم - رحمه الله -: «لا تكاد تخلو ورقة منه ولا عرق ولا ثمرة من منافع، تعجز عقول البشر عن الإحاطة بها وتفصيلها».

    وطيورها وسباعها وبهائمها أممٌ شتى تبهَر العقل من عجائبها وإتقان خلقها، قال - جل شأنه -: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} [الأنعام: 38 ]، مليئة بالخزائن والأرزاق: {وَلِلهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [المنافقون: 7 ].

    قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإني أُعطيت مفاتيحَ خزائنِ الأرض»؛ متفق عليه، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم تنتثِلُونها؛ أي: تستخرجونها.

    قال القرطبي - رحمه الله -: «ملكت أمته من الأرض ما لم تملكه أمةٌ من الأمم».

    والله تكفَّل برزق جميع من عليها: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} [هود: 6 ]، وخزائنها تفتح بالطاعات: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96 ].

    حلالها كثير، وبركاتها وفيرة، واللبيب يستغني بحلالها عن حرامها، وبالقناعة عن إثمها، قال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلًا طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [البقرة: 168 ].

    جمالها وما عليها من زينة للابتلاء والامتحان، قال - عز وجل -: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الكهف: 7 ].

    وفاضَلَ - سبحانه - بين أرضه الواسعة فاختار منها أماكن جعل منها خيرَ البقاع وأشرفها، فمن قَصَدَ بيت الله الحرام مخلصًا له العمل غُفِرت له ذنوبه، قال - عليه الصلاة والسلام -: «من أتى هذا البيت فلم يرفثْ ولم يفسقْ رجع كيوم ولدته أمه»؛ متفق عليه.

    وليس على وجه الأرض بقعة يجوز الطواف بها سوى كعبة الله المشرفة، وليس فيها موضع يُشرع تقبيلُه واستلامه سوى الحجرِ الأسود والركن اليماني من الكعبة، ونهى التعبُّد في موضع يُشرَك فيه مع الله.

    نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - عليه الصلاة والسلام -: «هل كان فيها وثنٌ من أوثان الجاهلية يُعبد؟». قالوا: لا، قال: «هل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟». قالوا: لا، قال: «أَوفِ بنذرك»؛ رواه أبو داود.

    والأرض تشرف بما يقع عليها من أعمال صالحة، قال - عليه الصلاة والسلام -: «خيرُ البقاعِ المساجدُ، وشرها الأسواق»؛ رواه ابن حبان.

    والله إذا أحبَّ عبدًا كَتَبَ له المحبة فيها، والعالم يستغفر له من السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء بعد موتهم، وفي الإنسان عظمٌ لا تأكله الأرض فيه يُركب يوم القيامة، وصلاحها بالطاعة وفسادها بالمعاصي، قال - جل شأنه -: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} [الأعراف: 56 ].

    والأرض مُحكمة البناء لكن من عظم ذنب الشرك تكاد تنشق، قال - عز وجل -: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} [مريم: 90- 91 ].

    والأرض لله نهى أن يُمشَى عليها ببَطَرٍ أو كبر أو معصية؛ قارون أعرض عن الله فخُسِف به وبداره، «وبينما رجل يمشي قد أعجبته جمته - أي: شعره إلى منكبيه - وأعجبه بُردَاه إذ خسف به الأرض، فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة»؛ متفق عليه.

    وفي عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتدَّ رجلٌ ولحق بالروم، فلما هلك حفروا له قبرًا، فكلما دفنوه فيه أخرجته الأرض منها؛ فتركوه ميتًا فوق القبر.

    وكل ما فيها من حركة أو سكون مكتوبٌ عند الله، قال - عز وجل -: {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام: 59 ].

    وهو - سبحانه - لا يغيب عنه شيءٌ مما في كونه، قال - جل شأنه -: {وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} [المؤمنون: 17 ]، يقضِي حوائج عباده بتفريج كربهم، وإنزال النعم والهبات عليهم: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29 ].

    وفي آخر الزمان تكثر الزلازل وتظهر خسوفات إيذانًا بطَي الأرض وزوالها، وتقوم الساعة على شرار الخلق، قال - عليه الصلاة والسلام -: «لا تقومُ الساعةُ حتى لا يقالَ في الأرض: الله الله»؛ رواه مسلم.

    وإذا جاء أمر الله تتزلزل الأرض جميعها، وتحمل وتُرجُّ رجًّا وتُدكُّ دكَّةً واحدة، وتلقي ما في بطنها من الأموات وتتخلَّى عنهم، وأول من تنشق عنه الأرض نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وتحدّث يومئذ أخبارها، وتشهد على الناس بما عملوا على ظهرها من خير أو شر، ويطوي الله السماوات ثم يأخذهن بيده ثم يطوي الأرض بيمينه، ثم يقول: «أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟».

    وتبدل الأرض ويُحْشر الناس على أرضٍ غيرِ هذه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يُحشَر الناس يوم القيامة على أرضٍ بيضاءَ عفراءَ - أي: شديدة البياض - كقرصة نقي - أي: كالدقيق النقي -، ليس فيها علم لأحد - أي: ليس عليها علامة سكنى أو بناء أو أثر»؛ متفق عليه.

    ولله الأمر من قبل ومن بعد وإليه يُرجع الأمر كله؛ خلق فأتقن ما صنع، وابتلى من خلق، والسعيدُ من نال مرضاته، ووحَّد خالقه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [لقمان: 11 ].

    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات الذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية

    الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا مزيدًا.

    أما بعد، أيها المسلمون:

    نصب الله مخلوقاته علامات على ربوبيته وشواهدَ على وحدانيته، وآياتٍ على كمال صفاته، وكم لله من آيةٍ تَفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع ما فيها، وبفضله - سبحانه - سخَّر لنا جميع ما في السماوات وما في الأرض لنستعين بها على طاعته، ونعمل على أرضه بما نفوز به في الآخرة من جناته، ولا صلاحَ للقلب إلا في تعظيم خالقه وإخلاص العمل وحده.

    ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56 ].

    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون: أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنَّا معهم بجُودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

    اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين.

    اللهم اهدِنا وسدِّدنا، اللهم إنا نسألك الإخلاصَ في القول والعمل، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل.

    {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} [البقرة: 201 ].

    اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا.

    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23 ].

    اللهم وفِّق إمامَنا لهُداك، واجعل عَمَله في رضاك، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام.

    عباد الله:

    {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90 ].

    فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذِكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.