×
في هذه الرسالة بعض النصائح والتوجيهات للمدرسين والمدرسات.

رسالة إلى المدرسين والمدرسات

إعداد الفقير إلى الله تعالى

عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين


 مسئولية المدرس

تعلمون وفقكم الله وجعلكم هداة مهتدين أن المدرس قد تقلد أمانة عظمى وتحمل مسئولية كبرى سيسأل عنها أمام الله يوم القيامة تلكم أمانة العلم والعمل والتعليم والتربية والتوجيه لهؤلاء الطلبة، فإن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، يجب علينا نحن المدرسين أن نكون قدوة صالحة للأبناء بأقوالنا وأفعالنا، يجب أن نكون مثلا أعلى في أخلاقنا في أعمالنا وفي مظهرنا، ويجب أن نتحلى بالفضائل والمحاسن وأن نتخلى عن المساوئ والرزائل يجب أن نتجنب كل ما يقدح في الدين أو يخل بالمروء فإن الله تعالى أباح لنا الطيبات النافعة وحرم علينا الخبائث الضارة لأجسامنا وصحتنا وعقولنا، يجب أن نحافظ على شعائر ديننا عمومًا وعلى الصلوات الخمس في أوقاتها خصوصا. لأنها عماد الدين الذي يقوم عليه وأن نصلح أنفسنا ونلزمها التقوى والاستقامة لنفوز برضاء الله وجنته ونسلم من عذابه وسخطه ولنقود أولادنا وطلابنا إلى الطريق السوي والعمل الصالح فنحن قدوتهم في القول والعمل والهدى والضلالة .

وقد قال بعض الخلفاء لمعلم ولده: ليكن أول تعليمك لأولادي إصلاحك لنفسك، وسواء في ذلك مدرس العلوم الشرعية أو العربي أو الاجتماعية أو الرياضية أو الأنجليزي أو أيا كان المسلم المسئول عن تربية الشباب ورعايتهم، فكل مسلم فهو رجل دين يجب أن يتخلق به ويدعو إليه حيث إنه مخلوق لهذا الدين وعنه يسأل وعليه يجازي وقد أكمله الله لعباده ورضيه منهم ولن يقبل من أحد دينًا سواه قال تعالى: ]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[ [آل عمران: 85].

لذا يجب أن تسخر جميع الدروس لهذا الدين وأن يشعر الطلبة أنها وسيلة لهذا الدين لا غاية، فمتى كانت التربية حسنة جارية على السنن المستقيمة والآداب الشرعية والتعليم النافع حسب أوامر الدين وتعاليمه أمرا ونهيا أنتجت تلك التربية والتعليم رجالا صالحين وأمناء مخلصين لدينهم وأمتهم.

فإن تعليم الولد في صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب به أخلاقه وتزكو به أعماله وتحسن مقاصده، بحيث يكون ميله إلى كل خير ومحبته له، ونفرته عن كل شر وبغضه له ملكة ثابتة في نفسه.

فيا أيها الآباء والمعلمون خذوا بأيدي هؤلاء الشباب واهدوهم إلى محاسن الدين بغرس محبته في قلوبهم وتعظيمه في نفوسهم بشرح محاسنه وفضائله وما امتاز به على غيره([1]).

إن تربية الأولاد وتعليمهم لأمر عظيم له شأنه الأكبر وخطره الجسيم في حياتنا الدينية والاجتماعية والخلقية فهم قوى المجتمع ودعائمه التي يقوم عليها وعليهم يتوقف رقي الأمة وسموها وتقدمها، أيها الإخوة الكرام: إن أهم شيء في المدارس تقويم دين الطلبة وأخلاقهم وحسن تربيتهم وتمكين الدين في نفوسهم وتنشئتهم على الفضيلة.

إن علينا واجب توجيه وتربية هؤلاء الشباب تربية إسلامية صحيحة حتى ننشئ جيلاً صالحًا ينفع نفسه وأمته وبلاده ويسعد في دينه ودنياه وآخرته، ولن يكون ذلك حتى نستقيم بأنفسنا ونقودهم إلى الخير بأفعالنا قبل أقوالنا وإلا فالقول وحده لا يجدي قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ[ [الصف: 2، 3].

وقال تعالى: ]أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ[ [البقرة: 44].

وقد أوجب الله على كل مسلم أن يتعلم الهدى ودين الحق ثم يعمل به ويدعو إليه ويصبر على ذلك قال تعالى: ]وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[ وفي فضل العلماء العاملين والدعاة المصلحين قال رسول الله ﷺ‬ «إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير» ([2]).

قال الشاعر:

ليهدي بك المرء الذي بك يقتدي

وكن عاملاً بالعلم فيما استطعته

تنل كل خير في نعيم مؤبد

حريصاً على نفع الورى وهداهم


أيها الاساتذة الكرام:

إن أبناء الأمة أمانة في أعناقكم ووديعة بين أيديكم فاتقوا الله فيهم ووجهوهم التوجيه السليم وربوهم التربية الصحيحة على ضوء الكتاب والسنة اللذين لن يضل من تمسك بهما ولن يشقى ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا[ [الأحزاب: 22].

واعلموا أن الحياة محدودة والأنفاس معدودة وأن كل عامل سيلقى عمله، وكل زارع سيحصد ما زرع، فانتهزوا الفرصة قبل الفوات واحفظوا الله يحفظكم وتوبوا إليه واستغفروه إنه هو التواب الرحيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 طريق التعلم وأسباب فهم الدرس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد فإن للتعلم طرقًا ينبغي للطالب مراعاتها والعمل بها ليدرك مطلوبه ويفوز بالنجاح وينبغي لكل من المدرسين والمدرسات أن يرشدوا إليها الطلبة والطالبات فمنها:

1- حسن النية بأن يتعلم لإنقاذ نفسه من الجهل وليعرف الخير فيفعله والشر فيتركه ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم وفي الحديث «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» رواه مسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» متفق عليه.

2- مذاكرة الدروس قبل شرحها ليعرف السهل والصعب فيشتاق إلى شرحه وفهمه.

3- الإصغاء إلى شرح المدرس بجميع الحواس.

4- سؤال المدرس عما أشكل بعد الشرح في نفس الموضوع الذي شرح بأدب وحسن قصد.

وقد قيل: مفتاح العلم شيئان:

أ- حسن السؤال.

ب- وحسن الإصغاء.

5- مذاكرة الدروس بعد شرحها لترسخ في الذهن.

6- تقوى الله تعالى وطاعته بفعل ما أمر واجتناب ما نهى قال تعالى: ]وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ[ [البقرة: 282] وقال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا[ [الأنفال: 29] أي علما تفرقون به بين الحق والباطل والهدى الضلال والحلال والحرام.

7- الجد والاجتهاد والمواظبة وحل الواجبات وحفظ الأوقات وتنظيمها والاستفادة منها، وقد قيل: من جد وجد ومن زرع حصد.

8- من أسباب تحصيل العلم أيضًا الدعاء بحصوله ]وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا[ [طه: 114] ]وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[ تقول: يا عليم علمني، اللهم إني أسألك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع، اللهم انفعني بما علمتني وعلمي ما ينفعني وارزقني علما ينفعني يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ومراتب العلم أربعة سماعه ثم عقله ثم عاهده ثم تبليغه.

ومراتب العلم والعمل ثلاثة:

1- رواية وهي مجرد نقل وحمل المروي.

2- ودراية وهي فهمه وتعقل معناه.

3- ورعاية وهي العمل بموجب ما علمه.

واكمل أنواع طلب العلم أن تكون همة الطالب مصروفة في تلقي العلم الموروث عن النبي ﷺ‬ وفهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه واتباع ذلك وتقديمه على غيره ويعتصم في كل باب من أبواب العلم بحديث عن الرسول ﷺ‬ من الأحاديث الصحيحة.

والعلم النافع المقصود وغيره وسيلة إليه ثلاثة أقسام:

1- علم بأسماء الله وصفاته.

2- وعلم بما أخبر الله به من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة.

3- وعلم بما أمر الله به من الأمور المتعلقة بالقلوب والجوارح من الإيمان بالله ومن معارف القلوب وأحوالها وأحوال الجوارح وأعمالها.

شروط تحصيل العلم:

قال الشاعر:

سأنبيك عن تفصيلها ببيان

أخي لن تنال العلم إلا بستة

وإرشاد أستاذ وطول زمان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة

وقول آخر:

وحرص وفهم ثاقب في التعلم

بتسع ينال العلم قوت وصحة

وشرخ شباب واجتهاد معلم  

وحفظ ودرس للعلوم وهمة

ثمرة العلم:

العلم شجرة لا بد لها من زكاة وثمرة وزكاة العلم وثمرته: العمل به وتعليمه من لا يعلمه وبذلك يثمر وينمو ويزداد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


 القدوة الحسنة

أخي المسلم. غير خاف عليك وأنت تتمتع بالعقل والسمع والبصر والعلم والمعرفة أن الله تعالى أوجب طاعته وطاعة رسوله ورتب عليها سعادة الدنيا والآخرة، ونهى عن معصيته ومعصية رسوله ورتب عليها شقاوة الدنيا والآخرة، قال تعالى: ]وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[ [الأحزاب: 71] وقال تعالى: ]وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا[ [الأحزاب: 36] وغير خاف عليك أنك قدوة لأولادك وأقاربك ومن يحيط بك وإذا كنت مدرسا فأنت قدوة لطلابك بأقوالك وأفعالك.

وغير خاف عليك الشيء الذي أوجدك الله من أجله وما أمرك به ونهاك عنه، وغير خاف عليك الحلال والحرام وإن الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله وإن الله أحل لنا الطيبات النافعة وحرم علينا الخبائث الضارة رحمة بنا وحسانا إلينا فلم يحرم علينا ما ينفعنا ولم يبح لنا ما يضر أجسامنا وصحتنا وعقولنا وأموالنا، ولذا أذكر نفسي وأذكر إخواتي المسلمين عموما والمدرسين خصوصا بضرورة ملاحظة ما يلي:

1- أن نكون قدوة حسنة لأولادنا وطلابنا ومجتمعنا بأقوالنا وأفعالنا لنقودهم إلى الخير والسعادة ولن يتسنى لنا ذلك حتى نحقق القدوة برسول الله ﷺ‬ ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[ [الأحزاب: 21].

2- العناية بالقرآن الكريم والسنة المطهرة اللذين لن يضل من تمسك بهما ولن يشقى قراءة وتدبرا وعملا.

3- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة فهي عماد الدين والصلة برب العالمين.

4- لزوم تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه عموما وخصوصا ما قد وقع فيه أكثر الناس اليوم من:

1- مخالفة السنة بحلق اللحية وهي اسم للشعر النابت على الخدين والعارضين والذقن كما في كتب اللغة على الرغم من ورود الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ‬ بالأمر بإعفاء اللحية ونهيه عن حلقها وأمره للوجوب ونهيه للتحريم.

2- عادة التدخين الضار بالدين والبدن والصحة والعقل والمال والمجتمع فهو من جملة الخبائث المحرمة بنص القرآن الكريم والمجاهرة به من المجاهرة بالمعصية وقد اتفق على تحريمه ومضرته والمنع منه العلماء المحققون والأطباء المعتبرون.

3- تصوير ذوات الأرواح من الآدميين والبهائم وقد صح عن النبي ﷺ‬ أنه لعن المصورين وأخبر أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة وأن كل مصور في النار وهي تعم أنواع التصوير بأي وسيلة لما فيه من المشابهة بخلق الله.

4- تبرج النساء وسفورهن ومخالطتهن الرجال وهن عورة وفتنة قال ﷺ‬ «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» ([3]).

5- استماع الأغاني الصادة عن ذكر الله وعن الصلاة وخصوصًا أغاني النساء الفاتنات المفتونات وهي تنبت النفاق في القلب وتدعو إلى الوقوع في جريمة الزنا لما فيها من وصف الحب. والغرام والهجر والوصال ونحو ذلك مما يثير الفتنة وهي تؤثر في القلب والإيمان كتأثير السم في الأبدان عافانا الله والمسلمين من ذلك.

6- لبس الذهب للرجال وإسبال الثياب والسراويل أسفل من الكعبين وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار ولا يقبل الله صلاة رجل مسبل كما في الحديث ([4]) وقد رأى النبي ﷺ‬ في يد رجل خاتما من ذهب فنزعه وطرحه وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة فيضعها في يده» رواه مسلم.

أخي المسلم: هذه ملاحظات من أخ لك في الإسلام يحب لك ما يحب لنفسه ويكره لك ما يكره لنفسه.

فتب إلى ربك من هذه الأشياء وغيرها قبل أن تموت.

والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


 حجاب المرأة المسلمة ([5])

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم عليهن إبداؤها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي سفهائكم وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن وألزموهن التحجب والتستر واحذروا غضب الله سبحانه وعظيم عقوبته فقد صح عن النبي ﷺ‬ أنه قال: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه» ([6]) وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذرهن من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرًا من أسباب الفتنة فقال تعالى: ]يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ[ [الأحزاب: 32، 33] الآية.

نهى سبحانه في هذه الآيات نساء النبي أمهات المؤمنين، وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن يوافقنه على ذلك، وأمر بلزومهن البيوت، ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وطهارتهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية: ]وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ[ فإن هذه الأوامر والأحكام عامة لنساء النبي ﷺ‬ وغيرهن قال عز وجل: ]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[ [الأحزاب: 53].

فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة، فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله، وامتثلوا أمر الله، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا[ [الأحزاب: 59] والجلابيب جمع جلباب وهو ما تضعه المرأة على رأسها للتحجب والتستر به، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن.

قال تعالى: ]وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[ [الأحزاب: 30، 31] الآية أمر سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة، نسأل الله العافية من ذلك.

ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة ويدل على ذلك أيضًا ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقالت: إنه كان يعرفها قبل الحجاب ([7]) فدل ذلك على أن النساء بعد نزول الآية آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج، وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش.

ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم وقد صح عن النبي ﷺ‬ أنه قال: «لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم» ([8]) وقال ﷺ‬ «ولا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» ([9]) وقال ﷺ‬ «لايبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم» رواه مسلم في صحيحه، فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم،وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه، عافانا الله وإياكم من شر ذلك.

ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد وقد صح عن النبي ﷺ‬ أنه قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» متفق عليه.

ومن أعظم الفساد: تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشبابهم في لبس القصير من الثياب وإبداء الشعور والمحاسن ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق ووصل الشعر ولبس الرءوس الصناعية المسماة الباروكة وقال ﷺ‬: «من تشبه بقوم فهو منهم»([10]) ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة وقلة الدين وقلة الحياء فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر ومنع النساء منه والشدة في ذلك لأن عاقبته وخيمة وفساده عظيم ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء.

فاتقوا الله عباد الله واحذروا ما حرم الله عليكم وتعاونوا على البر والتقوى وتواصوا بالحق والصبر عليه، واعلموا أن الله سبحانه سائلكم عن ذلك ومجازيكم على أعمالكم وهو سبحانه مع الصابرين ومع المتقين والمحسنين فاصبروا وصابروا واتقوا الله وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين، وأسأل الله أن ينصر دنيه ويعلي كلمته وأن يصلح ولاة أمرنا ويقمع بهم الفساد وينصر بهم الحق ويصلح لهم البطانة وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد في المعاش والمعاد إنه على كل شء قدير وبالإجابة جدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمل ورجاء

أختي المدرسة وفقك الله لما يرضيه لعلك أن تكوني قدوة حسنة للطالبات في القول والعمل والستر والحجاب والآداب السامية والأخلاق العالية والبعد عن التبرج والسفور والاختلاط بالرجال والتشبه بهم في القول والعمل واللباس، والبعد عن التشبه بالكافرات في اللباس والعادات والتقاليد الأجنبية لأن من تشبه بقوم فهو منهم، وانصحن الطالبات بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ‬.

واحتسبي ثوابه عند الله وثقي منه بعظيم الأجر والجزاء اسأل الله أن يحفظنا وإياكم بالإسلام وأن يجعلنا وإياكم هداه مهتدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد على آله وأصحابه أجمعين.


 الأدلة على وجوب الحجاب ([11])

حجاب المرأة وجهها وجميع بدنها واجب دل على وجوبه القرآن الكريم والسنة المطهرة ومن أدلة القرآن الكريم على وجوب الحجاب:

1- قول الله تعالى: ]وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ [النور: 31].

وقد دلت هذه الآية على وجوب الحجاب من ستة أوجه:

(أ) أن الأمر بحفظ الفرج أمر به وبما يكون وسيلة إليه ومن وسائله تغطية الوجه لأن كشفه سبب للنظر إليها والوسائل لها أحكام المقاصد.

(ب) وإذا كانت المرأة مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت المرأة مأمورة بستر وجهها لأنه من لازم ذلك، فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى، لأنه موضع الجمال والفتنة فإن الذين يطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه فإذا كان جميلا لا ينظرون إلى ما سواه.

(ج) وقوله: ]إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[ يعني ما لا بد أن يظهر كظاهر الثياب ولذلك قال: ]إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[ ولم يقل ما أظهرن منها.

(د) ثم نهى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم فدل على أن الزانية الثانية غير الأولى فالأولى هي الظاهرة لكل أحد والثانية هي الباطنة لا يجوز إبداؤها إلا لأناس مخصوصين الزوج والمحارم.

(هـ) وإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفًا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها فكيف بكشف الوجه؟

(و) وتخصيص التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفر الذين لم يظهروا على عورات النساء بجواز إبداء الزينة لهم يدل على تحريم إبدائها لمن عداهم وفي مقدمتها الوجه.

2- من أدلة وجوب الحجاب قوله تعالى: ]وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[ [النور: 60] وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب اللاتي يرجون النكاح يخالفنهن في الحكم.

3- من أدلة وجوب الحجاب قوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا[ [الأحزاب: 59].

قال ابن عباس أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب وتفسير الصحابي حجة بل قال بعض العلماء: إنه في حكم المرفوع إلى النبي ﷺ‬ قال ابن عباس: «ويبدين عينًا واحدة» وكشف العين الواحدة عند الحاجة والضرورة وإذا لم يكن حاجة فلا موجب لذلك، والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة.

4- قوله تعالى: ]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ[ [الأحزاب: 53] فهذه الآية نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها ]ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[.

وأن هذه الآية عامة لأزواج النبي ﷺ‬ وغيرهن من المؤمنات وقال القرطبي ويدخل في هذه الآية جميع النساء بالمعنى وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها.

5- من أدلة وجوب الحجاب قوله تعالى: ]لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا[ [الأحزاب: 55] قال ابن كثير: لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب منهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: ]وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ[ [النور: 31].

فهذه خمسة أدلة من القرآن على وجوب الحجاب.

أما أدلة السنة فمنها:

1- قوله ﷺ‬ «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم»([12]).

وجه الدلالة من الحديث على وجوب الحجاب: أنه نفى الإثم عن الخاطب خاصة إذا كان نظره للخطب فدل على أن غير الخاطب آثم بالنظر وكذلك هو إذا كان نظره لغير الخطبة.

2- أن النبي ﷺ‬ لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال: «لتلبسها أختها من جلبابها»([13]) فدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة ألا تخرج المرأة إلا بجلباب، وفي الأمر بلبس الحجاب دليل على أنه لا بد من التستر.

3- ما ثبت في الصحيحين عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ‬ يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس، وقالت: لو رأى رسول الله ﷺ‬ من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد ويروي ابن مسعود مثله.

وجه الدلالة من هذا الحديث من وجهين:

الأول: أن الحجاب والتستر كان من عادة الصحابة الذين هم خير القرون.

الثاني: أن عائشة وابن مسعود فهما ما شهدت به النصوص الشرعية من المحذور بخروج النساء وأن الرسول ﷺ‬ لو رأى ذلك منهن لمنعهن.

4- أن النبي ﷺ‬ قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه والقيامة» فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبرًا» قالت: إذًا تنكشف أقدامهن، قال: «يرخينه ذراعا ولا يزدن عليه» ([14]).

ففي الحديث وجوب ستر أقدام المرأة وأنه معلوم عند نساء الصحابة والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين فذكر الأدنى تنبيه على ما فوقه.

5- عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت: كنا نغطى وجوهنا من الرجال ([15]).

وفيه دليل على أن نساء الصحابة كانت تحتجب من الرجال.

والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.



([1]) انظر الرسائل الحسان في نصائح الإخوان للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى.

([2]) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

([3]) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

([4]) الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم قاله النووي في رياض الصالحين (402) باب صفة طول القميص حديث رقم (8).

([5]) مختصر من رسالة الحجاب الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

([6]) رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة.

([7]) في الحديث الذي رواه أحمد والبخاري ومسلم.

([8]) رواه البخاري ومسلم.

([9]) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه.

([10]) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه ابن حبان.

([11]) نقلا من رسالة الحجاب للشيخ محمد العثيمين.

([12]) رواه أحمد، والطحاوي وغيرهما وإسناده جيد.

([13]) متفق عليه

([14]) رواه أبو داود والنسائي ومالك وغيرهم.

([15]) رواه الحاكم وقال: إسناد على شرط الشيخين.